عن أبي ذر t: أنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام ، وكانت أمه أعجمية ، فعيرته بأمه ، فشكاني على النبي r فلقيت النبي r فقال : (( يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية )) . قلت يا رسول الله من سب الرجال سبوا أباه وأمه . قال : (( يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية ، هم إخوانك جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم )) . أخرجه البخاري في (( صحيحه )) ( ) ، وكتاب الإيمان المعاصي من أمر الجاهلية . وفي (( الأدب )) باب
ما ينهى عن السباب واللعن . ومسلم في (( صحيحه )) ( ) ¬كتاب الإيمان واللفظ له .
قيل أن الرجل المذكور هو بلال المؤذن مولى أبي بكر وتعييره له بأمه ، حيث قال له : يا ابن السوداء ( )
قال الحافظ : يؤخذ منه المبالغة في ذم السب واللعن لما فيه من احتقار المسلم وقد جاء الشرع بالتسوية بين المسلمين في معظم الأحكام وأن التفاضل الحقيقي بينهم إنما هو بالتقوى ، فلا يفيد الشريف النسب نسبه إذا لم يكن من أهل التقوى كما قال تعالى : ) إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ (. ا هـ ( )